السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يسعدني أن ألتقي بكم في الجزء الثالث من الأوهام ..والتي نرحل بها من واقعنا إلى عالم الفكر و الأفكار ..إلى الفوائد و العلوم ..وحسبما أذكر أنني في آخر مرة أخبرتكم أنني مقدم على أن أقص لكم حكاية حصلت معي ..أثبتت لي نظرية الضعف الذي يتحول إلى قوة ...فإليكم القصة على بركة الله ..و إن شاء الله تكون فيها فائدة لكم...
كما تعلمون أو على الأقل يعلم بعضكم أنني العبقري بلا منازع ..ولهذا فعليكم أن تركزوا معي هذه المرة جيدا ..لأن الفائدة اليوم ستكون كبيرة ..ولكن فقط بشرط التركيز ...
الحكاية بدأت عندما كنت في طريقي للمسجد ..لصلاة الظهر ..وكنت مع صديقي مروان ..وبينما نحن في الطريق دار بيننا حوار طويل عريض ..مفاده أن اللغة العربية يجب أن تدرس في المدارس حسب رايه ولا يجب أن تتوقف ..و كان رايي مخالفا ..هاها..عجيب أمري ..أليس كذلك؟؟ ..ولكن إليكم كيف كان الحوار ...ثم دعونا نسمع آراءكم ...
كان مروان يقول أن العربية هي لغة القرءان و هي أمانه في أعناقنا ..ويجب أن لا ندع اللغات الأخرى تطغى علينا ..و أن لا ندع أولادنا يتعلمون باقي اللغات دون العربية ..لأن العربية سوف تختفي بهذه الطريقة ..ولن يصبح لها أثر بعد مدة زمنية معينه ...
هذا رأي مروان ..و الذي لم أوافقه ..بل ثارت ثائرتي منه ...لأنه بكلامه هذا ألغى إيمانه بالله ...
تستغربون ...
لا داعي ...سأشرح لكم أحبتي ..ولكن بشرط أن تصغوا للأخير ..أقصد أن تقرؤا الحوار للأخير ..ثم أحكموا فيما حكمتم ...
اللغة العربية حسب رايي لا يجب أن تدرس في المدارس ..ولن تستطيع أي لغة في العالم أن تتفوق عليها أو أن تمحيها من الوجود مهما بلغت قوة علوم هذه اللغة ..يا جماعة ..اللغة العربية ليست بحاجة لنا كي ندرسها ...ليست بحاجة لأن نحميها ..و اي شخص قد يعتقد أن اللغة العربية سوف تنتهي في يوم من الأيام و تندثر فقد كفر بالله دون أن يعلم ..أليس الله عز وجل من قال في كتابه :" إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون " ..من سيحفظ كتاب الله ؟؟؟ من سيحميه يا جماعة ...؟؟؟ ..الله ...الله سبحانه و تعالى هو من سيحميه ...سيحمي كتابه ..و الذي هو باللغة العربية طبعا ...يعني ...أن الله قال أنه سيحفظ و يحمي هذا الكتاب و بهذه اللغة ..أم أنكم ترون القرءان كتب بغير العربية ؟؟؟؟ ...وهاهو الله عز وجل يقول أنه سيحميه و ستبقى اللغة العربية إلى يوم ...أي يوم ؟؟؟ ...يوم انتهاء الدنيا ...فمن يقول أن العربية ستنتهي بتاريخ كذا وكذا كما قال صديقي الحبيب مروان ..مازالها عشر سنين ..هاها..هل أنت عالم بالغيب ؟؟؟ ...لا يعلم الغيب غير الله ...و أنا أقول عن منكرها بأنه كافر ..و قد تضنون أنه اتهام خطير ..و لكن..من اعتقد بذلك فقد اعتقد أو شك في قدرة الله على حفظها ..وهو لا يثق في الله ..وهل هذا هو المؤمن ؟؟؟ ...هل يشك المؤمن في خالقه ؟؟؟ ...
ربما تعتقدون أن كلامي يحتاج لدليل ...لا بأس ...سأعطيكم الدليل ...وهو دليل واقعي و تاريخي ولا يمكن انكاره ...يا أخي ..هل تذكر أيام الإستعمار ..أيام كانت كل الدول العربية مستعمرة في الحرب العالمية الثانية ..أو تحت الإنتداب ..وكانت المدارس في الدول العربية تعلم فقط بلغات مستدمريها ...فكانت الجزائر أنذاك تعلم أبناءها باللغة الفرنسية ..الأوراق كلها بالفرنسية ..المعاملات ..كل شيء ...ولكن ..اليوم ..ماذا نتحدث ؟؟؟ العربية ...إذن و الله لو قدر الله أن تكون نهاية الله العربية في زمن ما ..لقدرها في ذاك الزمن ...من ذا الذي يتوقع أن تبقى اللغة العربية حيه بعد أن مرت بما مرت ..ليس في الجزائر فقط ..بل في كافة ربوع الأوطان العربية ...أضيف لكم شيئا ..هل تعلمون أين كانت ترعى العربية أنذاك ..الناس كانت جاهلة ..كلهم فلاحون ..أو يعملون عند القطاعات الخاصة الفرنسية ...وقتها كانت العربية في الزوايا ...ذاك المكان الذي لم تستطع القوات الإستعمارية أن تجتاحه ...لم يحافظ على العربية لا المجاهدون بالسلاح ..و لا النساء بالبيوت ...لا طلبه العلم ولا الحركة و الأقدام السوداء...بل كما يردد رئيس الجمهورية دائما ...للكعبة رب يحميها ..للكعبة رب يحميها ..
فقد جعل الله بقدرته رجالا قد نعلم بعضهم على غرار ابن باديس و الإبراهيمي ..جمال الدين ..و الرافعي المصلحين وقتها ..وقبلهم شيوخ و نوابغ لا نعلمها ...من جاء بهم ؟؟؟ ..هو الله ...قالها في كتابه العزيز ..ومازالت لليوم ..." و إنا له لحافظون " ...إذن فلا داعي لأن أقول لا لمختلف اللغات ...و أدرس العربية فقط ..بل إن الرسول صلى الله عليه و سلم أوصانا ..." من تعلم لغة قوم أمن شرهم " ...فالله أمرنا بتناول العلوم بإختلافها ...و اللغات علوم ...على الأقل ..اللغات الحية من الإنجليزية و الإسبانية اليوم هي لغات علوم ...كل العلوم و التكنولوجيات الحديثة من عندهم ..و بلغتهم ...فكيف أبقى أدرس العربية لنخوة مخالفة للشريعة ...ولأمر الله و الرسول ..بل أتعلم اللغات قبل لغتي العربية ..لأنني واثق من الله سبحانه و تعالى ...
يا جماعة ...ليس هذه دعوة للعلمانية ولا ترك العربية ...بل هي دعوة لنيل العلوم بإختلافها ..و ترك الكلام و الخوض فيما ليس لنا به علم ...
إذن الآن أكملت قصتي مع مروان ...و شرحت لكم مبدأ القوة و الضعف جيدا ...لكن طبعا عندي الجزء القادم ..الذي ساشرح فيه إنشاء الله ..درسا جديدا ...ليس في العلوم ولا الفيزياء ولا حتى في اللغة العربية ...بل إن شاء الله سأحكي لكم قصتي مع جاري الذي تاب في رمضان ..كيف تاب ؟؟؟ ما السر في رمضان ...ما حكايته بالضبط ...؟؟؟ ...
أتمنى لكم الفائدة مع الأجزاء كلها ..
كونوا أوفياء للعبقري صابر ..ولن يخذلكم بالمعلومات ..
يتبع إن شاء الله ...