كل لحظات الوحدة التي مررت بها في هذه الأسابيع الأخيرة كانت لحظات مميزة ..ابتعد فيها عني الملل و التعب..امتلأت حياتي بالحب و الجمال و المشاعر النقية الصافية التي أجزم بأنه لا يوجد شاب في كل المعمورة يحس بما أحس به ..لايوجد شاب في مثل عمري عاش أو يعيش التجربة التي أمر بها هذه الأيام ..ربما لأنني مميز ..مميز جدا ..أو لأنني مجنون ...فأنا لا أشعر بالإهانة من كلمة مجنون ..
أنا الذي رأت عيناي عشرين خريفا طوال عمري ..يمكن أن تقول عشرين خريفا فقط ..أو أن تقول عشرين خريفا كاملة ..لايهم ..المهم هو أنني لم أحس في طوال هذه الفترة بما احسه هذه الأيام ..ولم أسمع أبدا عن أي شخص عاش ما أعيشه الآن ...سواءا من السابقين أو من الجيل الحالم .. حين أغمض عيناي في أوقات فراغي وما أكثرها من أوقات رغم أن مسؤولياتي تفوق عدد ساعات يومي ..أغمض عيناي فأرى ابنتي الصغيرة العزيزة..مع العلم أنني لست متزوجا .وليس لي علاقة بأي فتاة من قريب أو من بعيد ..أي أنه ليس لدي إبنة في الواقع ..لكني حين أغمض عيناي أراها ..أرى نفسي اضمها ..أقبلها ..أداعبها فتضحك ..وتناديني أبي ..وتقفز إلى حضني ..لا أرى غيرها..لا أرى حتى أمها ..قد يكون حلم يقظة ؟؟ ربما ؟؟..لكن لماذا يترر على هذه الوتيرة الغريبة جدا معي ؟؟؟..لماذا لا أحلم بامية أحلامي مثل الشباب في سني ؟؟..لماذا أفكر بالإبنة قبل الزوجة ؟؟..أتجاوز فكرة الزوجة إلى فكرة الإبنة الغالية ..ولا أستفيق من هذا الحلم إلا وقد اغرورقت عيناي بالدموع ..والبسمة تعلو محياي ..وأقول :أحبها..ابنتي ...أناديها بإسمها ...ذلك الإسم الذي اخترته لها ..وطالما ناديتها به ..أراها تضحك ..تبتسم ..وتتحر في نشاط و حيوية ..تنام بجانبي و تتوسد ذراعي ..داعب شعرها الرقيق..أمرر أصابع يدي على خدها الصغير و الظريف ..ألامس بشرة وجهها الصافية و النقية جدا ..صفاء و نقاء روحها ..وبراءتها ..اراها أحيانا غاضبة مني ..فلا تكلمني ..لكنها تخجل مني حين أنظر إليها مبتسما ..أناديها ..تسرع إليّ وتطوق رقبتي بذراعيها الصغيرتين ..وتسند راسها إلى صدري ..أضمها بدوري ..أقبل جبينها ..وخدها ..وأمسك يدها ..وأنظر لعينيها الجميلتين جدا ..تلك هي ابنتي التي أنا فخور بها ..ابنتي الحبيبة..كم أحبها ..كم أنا مجنون ؟؟؟...ترى هل هذه بداية الجنون ؟؟؟؟
بونيف محمد توفيق صابر
24/05/2009
بليدة