بدأت قصته عندما فكر في مغادرة بلاده بحثا عن عمل بني به مستقبله وقد تبلورت هذه الفكرة كثيرا في مخيلتهوانطلق لاستخراج الوثائق اللازمة وتلقاها .
ودع عائلته على أمل اللقاء بع سنوات وهو ثري كما خيل له وانطلق الى المطار وقدم جواز سفره للمكلف هناك وقيل له ان طائرته تنطلق بعد ساعة ،جلس يتصفح الجرائد ولميشعر حتى غص في نوم عميق واستيقظ على صوت المكلفة تنادي"الطائرة المتوجهة الى فرنسا الى جميع الركاب المعنيين التوجه نحوها"حمل امتعته والتحق بالطائرة وكم كانت دهشته كبيرة حين رآها من الداخل،لم يستطع القيام باي حركة حتى جاءت المظيفة لتضع اغراضه في المكان المخصص وصاحبنا العرق يتصبب منه وطلبت منه الجلوس وفعل والقلق والخوف ينتابانه،وفجأة أعلن الربان عن انطلاق الرحلة متمنيا لهم رحلة موفقة ومريحة،تسارعت دقات قلب المسكين الى درجة انه كاد ليتوقف من شدة الهلع ولاحظ الجميع ذلك فتقدمت المظيفات وحاولن التهدئة من روعه،ليغوص بعدها في نوم عميق ورأى في منامه أن الطائرة ستسقط واستيقظ على وقع الذعر وارتفاع درجة حرارة جسمه ،فجاة بدات الطائرة بالنزول ونزلت معها دقات قلب المسكين وتوقفت الطائرة ونزل الجميع وخرج صاحبنا من المطار واستقل سيارة اجرة واتجه الىاقرب فندق واقلهم ثمنا طبعا .
وصل الفندق يكاد يسقط من شدة الارهاق والتعبواتجه الى غرفته ولم يره أحد الا في اليوم الموالي وبدا رحلته في البحث عن عمل ولم يجد في يومه الاول وقال :ربما سيحالفني الحظ في اليوم الموالي ." وهذا طبعا حلم أي شاب نجح في المرور الى الضفة الاخرى من المتوسط .وبعد مدة من البحث وجد عملا لم يكن راضيا في البداية لكن ظروفه فرضت عليه ان يزاول هذا العمل حتى يجد عملا اخر،كان هذا العمل ان يعمل عتالا في احدى شركات البناء ،وتوالت الايام وكان كلما ينهي العمل يذهب للبحث عن عمل اخريون لائقا لكنه يعود خائبا ولما سئم الوضع هناك ولم يجد بدا الا العودة الى وطنه حمل اغراضه وعاد الى بلاده في اول طائرة متجهة الى بلاده نزل بالمطار ووالداه ينتظرانه والفرحة تغمرهما فنزل مسرعا وأخذ يضمهما ويقبل على راسيهما وعاد الجميع الى البيت.
في المنزل وعلى غير العادةكانت هناك حركة كبيرة وفرحة عارمة فالجميع يقبل ويعاود التقبيل ،وبعد ان اخذ قسطا من الراحة أخذ يروي قصته وما حدث له في ارض الغربة .بعد الاستماع الى قصة الاب نهض الاب ليهم الى غرفته فقال الابن مازحا يأبت انا اخطط للسفر الى ايطاليا فاتفت والابتسامة على محياه اذا لم تجد نفسك في فرنسا فكيف ستفعل في ايطاليا ،وانفجر الجميع ضحكا وهمو الى النوم.
بقلم موافيق محمد.