السلام عليكم
في يوم من الأيام كنت جالس في الغرفة وحدي ، وفجأة أحسست بيدي ترتعد ، أمسكت بالقلم فكتبت يدي مباشرة على الورقة كلاما من قلب الواقع ..ما كتبته كان باللهجة الجزائرية العامية ،ولكن أردت أن أكتب به أغنية ،وهي الآن تحتاج للحن فقط ، أغنيتي هادفة ..اقرؤوها ..للشباب
كل يوم نسمع على اضراب واضطراب
مافهمتش أنا هذا الشعب وش راه حاب
كل مرة يقولو على وضعية انقلاب
مابقاوش الأحباب باقي غير ضرب الرقاب
هذه المرة قلت نروح نعرف واش الاسباب
رميت الخطوة الأولى وأنا في ارتعاب
سمعت صراخ الجار وحالو في عجاب
اداوس مع الزوجة ديالو خرج وجبد الباب
قالتلو على المصروف وهو فارغ الأجياب
مسكين خدام موظف مع العذاب
يخدم طول النهار حتى ظهروا راب
يشوف ولادوا وحالهم يحكموا اكتئاب
ماعندوا ما يعمل شد في الرزاق الوهاب
وقابلني من بعد واحد من الشباب
كان حاكم الحيط ويطلع في الحساب
يحسب في الأيام اللي فاتت ومازال
وش يستنى فيه مستقبل كيما الضباب
يفكر في الحرقة ويعيش ديما هراب
يقول تبهديلة لهيك وإلا معيشة مع الذئاب
مابقاش يصبر خمم في الإنسحاب
يحب يلقا كلش واجد ويعمل وش راه حاب
بصح كاين اللي ضحى واتحمل الأتعاب
جاب الشهادة يحسب راه فتح الباب
كاين ولد الأحرار ..نشالله عندو ثواب
جده مات في الثورة و باباه رباه على الصواب
قلال اللي عندهم قدرة الإستيعاب
الجزائر اللي تحلم بيها ..ابنيها معليش بحبات تراب
شفت مسكينة راجلها راح وغاب
خلاها مع الذراري ضحايا الإغتراب
وكاين وحد آخر بصحتو شيء فيه ما يتعاب
المشكل راه يدور في الشارع و الناس تقوللو طلاب
مرة يلعبها أعمى ومرة في رجلوا مصاب
يتحايل بالخدع و ناسي يوم العقاب
راه عاملها صنعة و حرفة يا عجاب
لوكان يخدم آكتور يجيبها بالحساب
وفي السوق الحال زايد غير يصعاب
البايع و الشاري الكل عندهم أعصاب
واحد يزيد في السومة يسرق والسلعة غير وش جاب
و الآخر يشفر في الناس زعمة شاطر ولعاب
ومع الخرجة تاع السوق تلقى شيء مهاب
غير الموس و السرقة مايخليو صغار ولا شياب
رحت للجامعة والمدارس في البلاد
الخدامين كلهم عقود و تشغيل شباب
في الدولة الإسلامية النساء بلا حجاب
والرجال صفوف الجامع سراق و كذاب
رحت للطبقة تع المثقفين و الكتاب
مواضيعهم محصورة في الهجاء و العتاب
غير هذا وش جاب والآخر واش جاب
قصائد غزلية تضييع الشباب
مدح في أبيات للمسؤولين و النواب
قليل فيهم اللي ينشر شبه كتاب
ورحت للملاعب لقيت الشباب
يشوفو نصف الماتش ومن بعد يجي التخراب
إذا ربحت البلاد تتخرب ..إذا خسرت تخرب
الناس الكل عندها جنون الإرتياب
واحد يروح ينح على خاطروا في الستاد
يرجع بسكين في كرشوا ..بلا ضرسة ولا ناب
المقابلات في التيلي على خاطر الملعب في عقاب
المناصرين يخسرو البلاد أكثر من الإرهاب
رحت نشوف الشيوخ لقيتهم في عتاب
على أولادهم رماوهم ونساو العقاب
دور العجزة مليانة بزاف
القصص اللي فيها عجب العجاب
رحت للجامعة و الناس اللي يقراو
لقيت جيل طايش سمو رواحهم طلاب
الإقامة الجامعية كلها تخراب
ماكاش للي قدر يكمل يقرا كتاب
يخمموا على المنحة ،الماكلة و الشراب
والإمتحان كوبياج سحب النيفو تسحاب
ومن بعد يجيو يقولو بلادنا ظلمتنا
وش قدمت لبلادك يا جيل الطلاب
المنظمات بالترافيك و النشاط في تجميد
لا أخلاق ولا احترام تشوف التسياب
صح الواقع مر و الدليل في الجرائد
كل يوم سرقة و قتل و جرائم اغتصاب
روح للسبيطار تشوف إهمال للمصاب
ضرك نكشف عليهم مر النقاب
الخدامين تلقاهم في ذهاب و إياب
زيادة على تعبك يزيدوك أتعاب
تسأل على الطبيب تلقاه في غياب
والأعمال اللي يقومو بيها منافية للآداب
وفي المدارس يبان اللعب و التشعاب
التلاميذ انقسموا لفرق و أصحاب
مساوء الأخلاق عندهم ليها اكتساب
يضرب المعلم ويقلب راسو تقلاب
الراس و القراية دارو عليهم تشطاب
الطرد كل عام راهو بالأسراب
المراهقين كل واحد يشوف روحو جذاب
يلبس آخر عيطة وأحسن الثياب
بصح في راس كل واحد تلقى دولاب
شافو المعلم من كثر الفقر قلبها نصاب
المادة خلاص راهي سلبت الألباب
اللي والا ترشح في حملة انتخاب
يقول للناس فقير منكم ..باه يعطولا الترحاب
ويزيد عليهم بالألفاظ وحسن الخطاب
هو استغل غفلة الناس ومعارف و الأنساب
ماكاش للي يشك فيه ،ماكانش ارتياب
صوتوا عليه المساكن من السهول للهضاب
وكي نجحوه نساهم و شعل فيهم عود ثقاب
الدنيا هذه سفينه وأحنا فيها ركاب
مافرضتش عليك اللحية ،ولا تلبسي الجلباب
بعد هذا كله قررت الإجتناب
على المعاليم اللي همهم الألقاب
هكذا قدر المسلم ،عالي كما السحاب
الأيام صفحات والدنيا أكبر كتاب
نحب أنا بلادي ولازم نفتحلها الباب
عاونوني يا شباب إذا تشوفوني على صواب
شعر شعبي بقلم
بونيف محمد توفيق صابر
البليدة يوم 25/05/2008