أشفق في كثير من الأحيان على الشباب الذين ليس لهم اخوات ، و أشفق اكثر على من يملك أختا و لا يدرك قيمتها ، ولا يعطيها حقها من الإحترام ..فالأخت كنز في الدنيا ،و جنة في أبهى حلة ، و تجاربي ..بل و ذكرياتي تدعم فكرتي هاته ، أحمد الله على نعمته في الدنيا ، فبعد والديّ العزيزين أذكر مباشرة رعاية أخواتي الأكبر مني لي ، حبهن الصادق لي ، جمالهن و أخلاقهن و عطفهن ..فهاهي أختي الكبرى ، أحلى أخت و أعظم وردة متفتحة تنير ذكرياتي الطفولية البريئة بإبتسامتها المليئة بالروعة ، هاهي الغالية "هدى" ترعاني و تضمني إليها و أنا صبي ضعيف ، هاهي تنام بجانبي ، تغطيني ، تسهر معي لتلبية حاجياتي ، تداعبني ، و تحكي لي قصصا قبل النوم ، تلعب معي و تدافع عني ، كل هذا وهي فتاة يانعة فتية ، ..هاهي تكبر ، و لأنها أكبر أخواتي هاهي تساعد أمي في أعمال البيت ،صورة أمي تتجسد فيها ، خيالها ، تحركاتها ، نشاطها ، تعد الطعام ، تغسل الأواني و تنظف المنزل ، تحافظ على إخوتها الصغار ، تبتسم لهم ، تعلمهم و تربيهم ، أرى فيها صورة أبي أيضا ، نشاط و جدية و تفان و إخلاص في العمل ، ملازمة لوالدي كثيرا ، جميلة مثل أمي ، طيبة جدا مثلها تماما ، و أيضا إجتماعية في طبعها مثل والدي ، تحسن التصرف في أصعب المواقف ، ..هاهي تدرس و تتعلم و تقوم بأشغال البيت مساعدة لأمي ، و هاهي تنجح في دراستها ، و آثار التعب بادية في محياها ، و لكن مازالت البسمة النقية تشع في وجهها ، هاهي تكمل الجامعة ، تعود محملة بالهدايا من الجامعة لكل اخواتها ، تضعف في جسمها و لكنها تبقى الأقوى في العزم ، ..تثابر و تدخل في مجال العمل لإدخال السرور لقلوب أخواتها ، و هم يعاملونها لقربهم منها كثيرا كأصغر فرد في العائلة ، كل هذا لشدة تواضعها ، هاهي ترفع راية التواضع عاليا مزينة بالعمل و المثابرة ، أما الآن فهو دورنا لندخل السرور في قلبها ، دورنا لنقتدي بها ، لعلنا نظفر بالتميز الخلاب الذي نالته و تناله على الدوام ...الكل يثني عليها ...هدى .
البليدة يوم : 24/02/2008
بقلم محمد توفيق صابر بونيف